الأصدقاء الأعزّاء/الصديقات العزيزات،
السنة الدراسيّة الحاليّة انتهت بطريقة غير متوقّعة، مع اندلاع الحرب مع إيران والأضرار الجسيمة التي ألحقتها بالجبهة الداخليّة الإسرائيليّة. هذه الحرب ذكّرتنا بأنّ الأمان واليقين- وهما مبدآن مهمّان جدًا في مرحلتي الطفولة والمراهقة- ليسا بديهيّين بالنسبة لشبيبتنا. بات أبناء الشبيبة يدركون تدريجيًا أنّهم حتى إذا كانوا يستعدون لحفلة تخرّج رائعة ومؤثّرة- لا يمكن لأحد أن يضمن إقامة الحفل في ظل الأوضاع الحاليّة.
حالة الضبابية هذه أثّرت على چڤعات حبيبة أيضًا. مع أنّ طلاب الصف الثاني عشر في المدرسة الدوليّة حظوا بإمكانيّة إقامة حفل تخرّج مؤثّر، إلّا أنّ طلاب العاشر والحادي عشر اضطروا للمكوث في منازلهم قبل نهاية السنة، دون احتفالات ودون أن يتسنّى لهم توديع بعضهم بعضًا. مع أنّ الطلاب الأجانب واجهوا صعوبة في العودة إلى بلدانهم بسبب إغلاق المجال الجويّ لدولة إسرائيل، حرص طاقم المدرسة المتفاني على تلبية احتياجاتهم أثناء تواجدهم في حرم المدرسة، ووجد طرقًا بديلة لإعادتهم إلى بيوتهم سالمين. ننتظر حاليًا قدوم فوج جديد من الطلاب، ونفتخر بقائمة الانتظار الطويلة لطلاب والطالبات المعنيّين بالالتحاق بمدرستنا. وسط حالة الفوضى والضبابية، الحرب والتوتّر الاجتماعيّ المتزايد، المدرسة العربيّة-اليهوديّة-الدوليّة المشتركة ليست أمرًا غير بديهيّ فحسب، إنّما معجزة حقيقيّة.
في فصل الصيف أيضًا، ستظل چڤعات حبيبة نابضة بالحياة: إطلاق مخيمات صيفيّة مشتركة ومخيّمات لتعليم اللغة العبريّة، والمخيّمات التي كان يجب أن تقام خارج البلاد ولكنّها ألغيت بسبب الحرب، ستقام في البلاد. طاقم المركز اليهوديّ-العربيّ في چڤعات حبيبة لاءَم نفسه للواقع وقرر متابعة النشاط التربويّ المشترك، لكيلا يخذل الطلاب.
معرض الخزفيّات والمطبوعات، تأرجح 2، افتتحَ في نهاية الأسبوع الماضية بعد أن تمّ تأجيله بسبب الحرب. 500 عمل فنيّ مذهل وُضعوا وعُلّقوا في مختلف أنحاء الجاليري، بعد سيرورة تحضير سريعة، لأنّنا حرصنا على تقليل الأضرار قدر الإمكان وافتتاح المعرض في أقرب وقت ممكن. يمكنكم قراءة المزيد عن المشروع لاحقًا في هذه الصفحة.
سأختتم ببصيص أمل: جميعنا في چڤعات حبيبة نأمل وننتظر انتهاء هذه الحرب المروعة في غزة وعودة جميع المخنطفين. الغالبية العظمى من الجمهور في إسرائيل، العرب واليهود على حدّ سواء، لا يجدون أيّ سبب لمتابعة هذه الحرب. الناس في غزة وفي إسرائيل يفقدون يوميًّا أعزّ ما لديهم ويعرفون أنّ الحرب ليست قدرًا محتومًا، وبالإمكان إنهاؤها. نحرص على متابعة أخر المستجدات بخصوص المفاوضات لوقف إطلاق النار، ونأمل عودة الجميع إلى بيوتهم وانتهاء الحرب وبدء فترة الإصلاح والعودة إلى الحياة، بحلول بداية السنة الدراسيّة.
نتمنى لكن ولكم جميعًا قضاء إجازة صيفيّة هادئة،
ميخال سيلَع
المديرة العامة لـچڤعات حبيبة