الأصدقاء الأعزّاء/الصديقات العزيزات،
سنة دراسيّة جديدة افتتحت في ظل ظروف عصيبة وواقع لا يحتمل. الحرب العبثيّة في غزة تلحق بالمدنيين معاناة جسيمة وتُفسد إسرائيل. القتال مستمر رغم معارضة الغالبيّة العظمى من السكان في إسرائيل، والرهائن- الذين يجب أن يعودوا آمنين إلى بيوتهم- يحتضرون تحت الأرض لأسباب سياسيّة بحتة.
الطلاب والطالبات، الأطفال والشبيبة، يعيشون هذا الواقع الصعب منذ أكثر من سنتين. أصغرهم لا يذكرون واقعًا آخر. نسعى في چڤعات حبيبة لبناء واقع مستقبليّ مختلف لهؤلاء الأطفال، منحهم بصيص أمل بالتغيير وبلورة رؤية لمجتمع إسرائيليّ مترابط وصحيّ. لتحقيق ذلك، نحرص على تربية الطلاب والطالبات على قيم المساواة، الديمقراطيّة والمجتمع المشترك، وإثبات مدى أهميّة هذا الهدف وقابلية تحقيقه.
رغم الألم والقلق، حرصنا على افتتاح السنة الدراسيّة في المدرسة الدوليّة في چڤعات حبيبة بتفاؤل. نحو 150 طالبًا- يهودًا، عربًا وطلابًا من مختلف أنحاء العالم- حضروا إلى حرم المدرسة وتسلّموا غرفهم في المدرسة الداخليّة. اختار هؤلاء الطلاب مسارًا تعليميًّا مميّزًا لا مثيل له في البلاد، وآمنوا بالحياة المشتركة. نتمنى لهم سنة دراسيّة مؤثّرة، مثمرة وناجحة، وسنفعل كل ما بوسعنا ليعيشوا في واقع أكثر إنصافًا، مساواة وسهولة.
اختتمت مراكز چڤعات حبيبة المختلفة فترة صيفيّة نشطة جدًا، وتفتتح السنة الجديدة مع مختلف البرامج التي تشكّل نقطة التقاء بين أبناء الشبيبة وتربيتهم على قيم المجتمع المشترك، تأهيل مربّين ومربيات وتنفيذ مشاريع قيادة يهوديّة وعربيّة. هدفنا في هذه السنة الدراسيّة هو التحقّق، كأهالٍ ومربيات، من أنّ منظومتنا التربويّة ملائمة للواقع وتربّي على قيم الديمقراطيّة، المساواة والمجتمع المشترك. نحن قادرات، بل وملزمات أيضًا، بدعم المربّين والمديرات الذين لا يتنازلون عن القيم الديمقراطيّة والأخلاقيّة، لكنّهم يلقون معاملة مهينة من قبل وزارة التربية والتعليم. علينا التحقّق من أنّ كلّ طالب وطالبة يدركون معنى الحياة في ظلّ الديمقراطيّة، يعرفون جميع الفئات التي يتكوّن منها المجتمع الإسرائيليّ، ويتحدّثون لغة الآخر. هذه هذ مهمّتنا، وعلينا تسليط الضوء عليها من جديد مع افتتاح السنة الدراسيّة.
أتمنى لجميع الطلاب والطالبات، المربّين والمربيات، سنة مثمرة وناجحة. على أمل أن تنتهي هذه الحرب اللعينة، أن يعود الرهائن إلى بيوتهم وأن نحظى بفرصة بناء مجتمعنا من جديد.
ميخال سيلَع،
المديرة العامّة لـچڤعات حبيبة