معرض صور خرّيجي برنامج “من منظور آخر” فازت بجمهور جديد في مدونة التصوير الخاصّة بصحيفة  “هآرتس”. ندعوكن/م جميعًا للقراءة ومشاهدة الصور.

جنان شروف حلبي، مديرة برنامج “من منظور آخر” والقيّمة على معرض “أمل”:

عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، أهداني شقيقي كاميرا – وكانت تلك اللحظة التي غيّرت حياتي. بدأت بالتقاط صور لعائلتي، للطبيعة المحيطة بعسفيا، ولأطفال الحي. كنت أترقّب بفارغ الصبر مصروف الجيب لأشتري فيلم تصوير جديد. ثم توالت أحداث حياتي، ومضى خمسة وعشرون عامًا قبل إلى أن تمكّنت من إغلاق الدائرة والعودة إلى المكان الذي أشعر فيه بالسعادة أكثر من أي مكان آخر – خلف الكاميرا، إلى جانب أطفال الحي.

تحقق ذلك عندما بدأت بالعمل مع شبيبة يهود وعرب في برنامج «من منظور آخر»، والذي يشجّعهم على التعرّف إلى بعضهم بعضًا حتى بغياب لغة تواصل مشتركة، وعلى التعمق في هويتهم من خلال عدسة الكاميرا. عملنا معًا طيلة عام كامل، حيث كنا نلتقي لمرة في الأسبوع، وسط نشرات الأخبار وصفّارات الإنذار. وباقتراب البرنامج من نهايته، اخترنا معًا موضوعًا للمعرض الختاميّ وبدأنا بتصوير المشاريع النهائية. هذا العام، وعلى الرغم من الحروب المستمرة والتي أضعفت نسيج مجتمعنا المشترك وحوّلته إلى غبار، اختار الأطفال موضوع «الأمل».

عند النظر إلى هؤلاء الأطفال من بعيد، يصعب تمييز شيء استثنائيّ. فهم يبدون كأيّة مجموعة شبابية أخرى لمراهقين في الخامسة عشرة، خجولين وكثيري الضحك. لكننا في الواقع أمام معجزة؛ فحتى العام الماضي، لم يتبادل أبناء الشبيبة العرب واليهود كلمة واحدة. لقد ترعرعوا- مثلنا جميعًا- في منظومتين تعليميتين مختلفتين، الأمر الذي حالَ دون التواصل الطبيعي فيما بينهم. ما العمل إذًا؟ نعمل على تقريب المسافات.

في اللقاءات المشتركة التي تقام في إطار البرنامج، يفاجأ أبناء الشبيبة بأن معظم الأغاني في قوائم التشغيل التي يستمعون إليها متشابهة، بأن 90٪ من الأطعمة التي يحبونها متطابقة، وبأنّهم يتشاركون أيضَا نفس مشاكل المراهقين. جميع أبناء الشبيبة هؤلاء، وعددهم 20، يعيشون في دولة إسرائيل، والتي تضعهم أمام تحديات عديدة، ويفكرون في شكل مستقبلهم وفقًا للتصنيفات التي ولدوا بها. وفقط بعد فهم واستيعاب القواسم المشتركة بينهم، يمكنهم البدء بفهم وتحليل مميزات هذه المجموعة، قصّتها وكيفية تصوّر كل طرف للآخر.

يأتي أبناء الشبيبة إلى البرنامج بدافع الفضول تجاه الآخر، و لكن دعونا لا ننسى خلفياتهم – فهم يكبرون وسط الشكوك والآراء المسبقة والنمطيّة، محاطين بمخاوف وجودية ومتوجّسين من المجهول. يسمع جميعهم عن الحرب وعن العنف، يشاهدون الأخبار عن العمليّات التخريبيّة وعن الجريمة، ولا يتحدثون مع شبيبة من المجتمع الآخر. عندما تقترح عليهم المشاركة في مشروع تصوير مشترك لمدة عام كامل، يتناولون خلاله، بواسطة عدسة الكاميرا، أسئلة الهوية والانتماء والخوف وتحقيق الذات – تتاح لهم فرصة الاقتراب من بعضهم بعضًا. ومع مرور الوقت، تتلاشى المخاوف، ويدركون أنّ القواسم المشتركة بينهم وبين الآخر أكثر بكثير مما كانوا يتخيّلون.

للعام الثاني على التوالي، افتتح البرنامج في موعد متأخّر بسبب صعوبة العثور على أبناء شبيبة مستعدين للالتزام للسيرورة. وفي الوقت نفسه، الكثير من المدارس التي أعجبت بالبرنامج تردّدت في الانضمام إليه، في ظلّ الأجواء العامة السائدة في الدولة. ولكنني أصررت على الاستمرار، وفي نهاية المطاف، تحقق المُراد. في ظلّ الحرب، تحوّلت الكاميرات من أداة تقنية إلى وسيلة للبقاء العاطفي، إلى بوصلة وجدانيّة تعزّز الترابط. اختار التلاميذ التقاط صور لبعضهم يعضًا، ابتكروا معًا تولفيات مختلفة تمثّل الأمل، التقطوا صورًا لزهور بدلًا من الأسوار، لحمائم بدلًا من الصواريخ، للحب بدلًا من النفور والاغتراب. هل ستصمد هذه الصداقة التي نشأت في چڤعات حبيبة أمام اختبار الزمن؟ الوقت كفيل بالإجابة عن جميع هذه الأسئلة.

الأعمال المنشورة في مدوّنة التصوير على موقع “هآرتس”

شبيبة بقيادة فنيّة.

شبيبة بقيادة فنيّة. تصوير: جنان شروف حلبي

يارا أبو مخ

HOPE، تصوير: يارا أبو مخ

هداس رحمان

صداقة، تصوير: هداس رحمان

بيليغ أورنشطاين

حاجز، تصوير: بيليج أورنشطاين

رنيم محاميد

ظلّ، تصوير: رنيم محاميد

جنان حلبي

سرّ، تصوير: جنان شروف حلبي

دانا تشوكرن

فراشة، تصوير: دانا تشوكرن

جنان حلبي

شبكة، تصوير: جنان شروف حلبي