فؤاد إغبارية، فنان مخضرم يعيش ويعمل بين مصمص وأم الفحم، يعرض لوحات متقنة إلى جانب تنصيبات حديدية رفيعة وتنصيبة صبار أعدّها خصيصًا للمعرض الذي سيفتَتَح يوم السبت، 13 أيلول، في جاليري جفعات حبيبة للفنون. إغبارية، الذي يتنقل بين الهويات والانتماءات أيضًا، يدعو المشاهدين للتجول بين جذوره.

أعمى في وطنهيبحث إغبارية ماضيه بيديه: القوامات الخشنة التي يجرفها من الأرض، والتي ما زال يعالجها حتى اليوم، مموضعة على القماش بشكل يحيي رسوماته الواقعية وكذلك السحرية. الطبيعة الوحشية والمشحونة، التي ترعرع عليها في طفولته، تغيرت خلال حياته وأثارت لديه مشاعر قاسية كالخيبة والإحباط والانقطاع العاطفي، مشاعر ترجمها إلى فن يضرب جذوره في كل مكان تتشبث فيه وتقتلَع، تشتبك وتنحلّ. يظهر موتيف الجذور في جميع أعماله كرمز يسعى لأن ينغرس في أرض قومية، عائلية وزراعية، لكنه يقتَلَع منها ويكشف عن جذور حية بارزة، غريزية وعدوانية، تربطه بأمه وأبيه، بذكريات طفولية وثقافية، وبالاقتلاع والاغتراب اللذين يتشبث بهما.

يزرع إغبارية سياجات الصبار وينمّي سيقانًا لها لتتكاثر، مجبِرًا النباتات على الاقتراب من بعضها البعض رغمًا عنها. يحيي الفنان بهذا أفكارًا وُلدت في كرمه الواقع على مقربة من الجدار الفاصل. يتجلى هذا الفصل بين الفضاء ونسيج الحياة في لوحات كبيرة وغنية بضربات الفرشاة تتراوح ما بين الغضب، الغنائية والشوق. يتمركز الفضاء نموذجُ صبار حي تمتصّ جذوره المكشوفة والمقتَلَعة سائلًا، محلول ماء مختلط بدم اصطناعي. يستمر الصبار بهذا بالعيش والتنفس خارج بيئته الطبيعية حتى، يعد أن أنعشه الفنان.

للمرة الأول، بُسُط إغبارية أيضًا تمرّ بتحول جذري لأول مرة هنا: بعد أن رسم عدداً كبيرًا من البسط الفلسطينية المطرزة، تتحول هذه إلى تنصيبات معدنية هنا، مقطعَّة بالليزر، تختبئ خيوطها الملونة خلفها مُذكّرةً إيانا بالنظام المألوف للأشياء. هذه البسط، التي فقدت نعومة نسيجها، تروي قصته أيضًا وتضرب جذورها في سيرته الذاتية والوطنية.

أسماء الأعمال الفنيّة: ‘بَسطة الذاكرة’، ‘أعمى في وطنه’، ‘بين السماء والأرض’


فؤاد إغباريّة