“عائلتي تملك سوبرماركت، والزبائن ومورّدو البضائع فيه يهود أيضًا، لذلك، أحتاج لإجادة العبرية للتحدث معهم. في بادئ الأمر، كنت أشعر بالخجل، لكن ثقتي بنفسي ازدادت الآن، فأنا أعتلي المنصّة وأتحدث بالعبريّة. لديّ أمنيتين: أن تنتهي الحرب، وأن أجيد اللغة العبرية جيدة بمستوى يعزز ثقتي ويمكّنني من تحدث العبرية في أيّ مكان”، تقول سدن.
سدن هي طالبة واحدة من بين 120 فتاة وفتى من جديدة-المكر وجسر الزرقاء، والذين استغلّوا العطلة الصيفية للمشاركة في مخيّمات خاصة لتعلّم اللغة العبرية وممارستها، قبيل افتتاح العام الدراسي الجديد، وجميعهم يجيدون العبرية المحكية. أُقيمت هذه المخيّمات في چڤعات حبيبة، داخل البلدات نفسها، وفي كيبوتس عين شمر أيضًا. في إطار المخيّمات، شارك الطلاب بأنشطة طهي، إنتاج أعمال فنيّة، اللعب والغناء والمشاركة في أنشطة رياضية – وكل ذلك باللغة العبرية. تم تمرير المضامين للطلاب من قبل المعلّمين المشاركين في برنامج “لغة مشتركة”، وهم معلّمون للعبرية في سائر أيام السنة، ومتخصّصون في تعليم اللغة بطريقة ممتعة ووديّة.
انطلقت مبادرة إنشاء المخيّم عقب الإدراك أنّ دروس العبريّة في المدارس العربيّة غير كافية، وبالتالي، فهي لا تطور قدرة الطلاب على التحدث مع أشخاص ناطقين بالعبرية. بالنسبة لهم، فإنّ إجادة اللغة العبرية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل مفتاح للاندماج ولنيل فرص مستقبلية أفضل.
يقول محمد، وهو طالب الصف الثامن، ولاعب كرة القدم في فريق بمدينة نهاريا، حيث يتحدث الجميع العبريّة، سواه هو: “لم يكن أمامي خيار آخر سوى تعلم العبرية، لأفهمهم ويفهمونني. أشعر بأنّني جيد في استيعاب اللغات، وأعرف جيدًا أن العبرية ضرورية إذا أردت الخروج من القرية والعمل في أماكن أخرى، لذلك، فإنّ المشاركة في المخيّم كانت مهمّة جدًا بالنسبة لي”.
“ילדים ערבים לא נפגשים מספיק עם ילדים יהודים,” מוחמד מוסיף. “אם היו יותר מפגשים משותפים, שני הצדדים היו יכולים לתרגל טוב יותר את השפה של הצד השני – ואולי גם לגשר על הרבה מאוד פערים.”
ومع أنّ العديد من الأطفال العرب واعون لأهمية اللغة العبرية، ويسعون إلى تعلمها وتحسينها، إلّا أنّ الفجوة اللغوية بين المجتمعين في إسرائيل هي ثنائية الاتجاه. فمعظم الصغار والكبار في المجتمع اليهودي لا يتحدثون العربية، رغم كونها لغة رسمية في دولة إسرائيل. تخلق هذه الحقيقة واقعًا تُلقى فيه مسؤولية التواصل بين المجتمعين على عاتق الناطقين بالعربية. تحاول مبادرات من هذا النوع سدّ هذه الفجوة، إلّا أنّ الواضع الاقتصاديّ-السياسيّ المركّب يصعّب عملية تطوير حوار حقيقي ومتبادل.
“أقمنا هذا المخيّم بعد أن أدركنا أن الكثير من الأطفال وأبناء الشبيبة العرب يرغبون في تعلم العبرية”، تقول ميخال سيلع، المديرة العامة لـ “چڤعات حبيبة”. التعلم بهذه الطريقة الإيجابية والممتعة، والتي توطّد أواصر العلاقات بين المجتمعين، هو “لوح قفز” ضروريّ لهم. فبهذه الطريقة فقط، بإمكانهم يمكنهم تحقيق كامل إمكاناتهم الكامنة، في المدرسة، في التعليم الأكاديميّ، في سوق العمل، وفي مواقع القيادة”.
مقالة تمار طربلسي-YNET – هنا