يبحث “متسر-ميسر”: Take 2 يتواصل ويسمِع أصداء مشروع “متسر-ميسر”, الذي أقيم في تشرين الأول 1972 في المنطقة التي تصل بين كيبوتس متسر وقرية ميسر.
كان المشروع, الذي شمل تبادلًا للأراضي, توزيع الكتب, دفن الأغراض وخصخصة الحقول, بمشاركة موشيه جرشوني, دوف أور-نِر ميخا أولمان وأفيتال جيفع.
يشارك الأخيران في “متسر-ميسر: Take 2” مع أعمال تستجيب للمشروع الأصلي, إلى جانب تسعة فنانين آخرين يعرضون أعمالًا تستجيب له أيضًا وتعبرّ عن مقولات تخصهم.
يلقي “متسر-ميسر” نظرة حاضرة على الماضي ناظرًا إلى المستقبل, فهمًا منه للسرديات المختلفة التي تشكلَّت وصيغت حول حدث فني واحد.
بادر معرض جفعات حبيبة للفنون, وقيِّمَته عنات ليدرور, بالتعاون مع القيِّمة المستقلّة تالي تمير, لنشاط ومعرض يتواصل, يبحث ويناقش, مشروع متسر-ميسر, عن بعد 53 عامًا.
يعتير مشروع متسر-ميسر, الذي أقيم في العام 1972 في متسر-ميسر والحقول بينهما, في تاريخ الفن الإسرائيلي أول نشاط فني يقام في حيز عربي-يهودي مشترك, رغم من أن الفنانين الأربعة الذين بادروا له وشاركوا فيه كانوا يهودًا.
كان المشروع الأصلي بمثابة نقطة بداية للفن المفاهيمي في إسرائيل, وجسّد لغة جديدة للربط بين الفن والحياة, الممارسة الفنية في الفضاء, والوعي البيئي-الجيوسياسي والاجتماعي.
وفي الوقت نفسه, كان هذا المشروع, مع ذلك, متأثرًا ببيئة الكيبوتس الهامشية التي تتقاسم الحيز الإسرائيلي مع البلدة العربية-الفلسطينية.
ولد المشروع في عين شيمر, تأسس في متسر, وتغذّى على أيديولوجية الكيبوتس القائمة على التعايش بين الشعبين.
قام ميخا أولمان بممارسة حظيت بزخم كبير وأصبحت رمزًا للمشروع: تبادل الأتربة بين كيبوتس متسر وقرية ميسر المجاورة, وذلك من خلال حفر حفرتين (حفرهما فتيان من القرية ومن الكيبوتس) وتبادل الأترية بينهما؛
أفيتال جيفع قام بتوزيع ونثر كتب تخلص منها مصنع ورق أمنير في الخضيرة, عند مفترق الطرق بين متسر وميسر, ودعى سكان البلدتين لجمعها؛ دوف أور نِر توجه لسكان متسر وميسر,
بالعبرية والعربية, وطلب منهم إحضار أغراض شخصية لم تعد قيد الاستخدام, لدفنها معًا في بئر محفور في الأرض, كعنصر أثري للمستقبل؛
قام موشيه جرشوني بتقسيم الأراضي في حقول متسر, ومنح كل عائلة في الكيبوتس قطعة أرض تخصها, ما أثبت كممارسة تنبؤية سبقت عمليات الخصخصة في الكيبوتسات بعقود وأثارت معارضة السكان وغضبهم.
يتناول متسر-ميسر: Take 2 (المعروض في لحظة تاريخية في العلاقات بين العرب واليهود في البلاد وفي والمنطقة) الأزمة الحالية أيضًا: يعرض ميخا أولمان وأفيتال جيفع – أطال الله عمرهما (جيرشوني وأور نِر رحلا عنا), أعمالًا تحاور أعمالهما من المشروع الأصلي وكذلك الوضع الراهن في البلاد اليوم: حفر أولمان حفرتين على شكل كراسٍ ووضع أكوامًا من الرمل في فضاء الجاليري, بينما يعرض أفيتال جيفع “كتب غارقة في مستنقع” الذي يغرِق فيه الكتب في أرضية خرسانية (عمل خارجي), و- “خزانة كتب يهودية في الخرسانة”, مكتبة تحتوي على كتب من التاريخ اليهودي الصهيوني مغمورة في مستنقع خرساني, تعبيرًا عن تآكل واستنزاف قيم الأساس في الإيثوس اليهودي.
يعاين متسر-ميسر: Take 2 الانقسام والاختلاف في ذكريات أعضاء متسر وسكان ميسر من الحدث الفني الذي دار في العام 1972, يكشف السرديات المختلفة التي صيغت وتشكلَّت حوله مع الوقت, ويبحث العلاقات المتبادلة بين البلدة اليهودية والعربية. ساهر ميعاري يحاور أعمال أولمان الترابية وأغراض أور نِر المدفونة, ويعرض الأغراض ومحتويات الحفر في عمود شفاف.

في عمل آخر, يحاور ميعاري فنان النحت يحيئيل شِمي, ويعرض “المغارة” التي تسمِع محادثات وحوارات دائرة بين حفّارين.

يعرض عبد السلام سبع لوحة منظر طبيعي ضخمة تُطل على المساحة المشتركة لمتسر وميسر يمدّ على طولها حبل غسيل علِّقَت عليه ملابس جمعها من سكان البلدتين.
تعرض فاتن أبو علي نسخة أخرى من عمليات التركيب النباتي التي أجرتها بين أشجار الزيتون وأشجار أخرى ككناية للتهجين بين أنواع مختلفة من النباتات.
تُجري أصالة حسن مقابلات مع شباب وشابات من ميسر تحاورهم فيها عن ارتباطهم بالمكان الذي يعيشون فيه, وتُترجم جملًا مختارة إلى شفرة مورس, ما ينتج عنه عمل يرتكز في جوهره على مسألة الفهم/سوء الفهم, والضيق أو الرفاهية.

ينسخ تسيبي جيفع نمط متسر-ميسر الثنائي ويموضعه في قالب مصغر ذاتي, ويكتب اسمي صديقيه – يوآف, من متسر, ونجيب من ميسر.
تتناول الفنانة ماريون فوكس, وهي من سكان كيبوتس متسر, في أعمالها سكان متسر وميسر وهم يسيرون في نزهاتهم الصباحية على جانبي الجدار الذي شُيّد بعد حصول عملية هجومية في الكيبوتس, ما يسلط الضوء على التقارب والاغتراب في النظرة المتبادلة.
قام بيتر يعكوف ملتس برسم مقاطع وتكوينات جمعها من كلا الموقعين.
يعرض المصور درور بن نفتالي ثلاث صور مكانية لبلدات يهودية وعربية متجاورة, معزولة عن المشهد الطبيعي.
أجرت المخرجتان الوثائقيتان نوعا كرفان وسمدار تيمور, مقابلات مع ميخا أولمان, أفيتال جيفع, وسكان متسر وميسر الذين تحدث كلٌّ منهم, من وجهة نظره الخاصة, عن ذكرياته الشخصية من المشروع الأصلي من العام 1972, وعن انطباعاته عن العلاقات بين البلدتين.
يهدف هذا السجل, على الفجوات والاختلافات التي ينطوي عليها, لإثارة النقاش وينتصب كركيزة في جوهر المعرض.
يحتوي المعرض على جدار أرشيفي يستعيد, بإيجاز, الممارسات الأربع الأصلية من المشروع الأصلي, ويعرض وثائق من أرشيف كيبوتس متسر تشهد على العلاقة المميزة التي كانت, ولا تزال, قائمة بين البلدتين.
تعرَض هذه العلاقة كنموذج لعلاقات الجوار بين العرب واليهود في المجتمع الإسرائيلي عامةً, وفي المجتمع الكيبوتسي في الهوامش الجغرافية. بعد عامين من الحرب وما صاحبها من عنف وألم وتغيرات في المواقف من كلا الجانبين, يُمكن لهذا الخط الرابط بين متسر وميسر أن يلهم الأجيال الشابة في البلدتين نفسيهما.
لا يهدف متسر-ميسر: Take 2 لاستعادة الذكريات فقط, بل كذلك, وأساسًا حتى, لدراسة مسألة علاقات الجوار اليومية المعقدة بين اليهود والعرب, وإبراز أهميتها البالغة لمستقبل المكان الذي نعيش فيه.
في استعادته للمضامين الوعيوية المختلفة والذكريات المنفصلة, يقدم المعرض خطابًا صادقًا ومركبًا بشأن التجارب المشتركة التي يفرضها, ويبنيها, العيش في الفضاء الإسرائيلي.
عنات ليدرور وتالي تمير, قيِّمات المعرض
________________
الموقع: جاليري جفعات حبيبة للفنون
قيِّمات: عَنات ليدرور وتالي تمير
حوار الصالة: 13\12\2025 | 12:00
اختتام: 17\1\2026