بعد السابع من أكتوبر، كان عليّ أن أثبت، حيثما ذهبت، ما إذا كنتُ أكثر ولاءً لدولتي أم لشعبي. أمّا أنا، فأحمل رسالة أخرى للجميع: كونوا أوفياء للإنسانيّة. لا تحملوا سلاحًا، بل محبة.
أسكن في الناصرة وأدير المركز اليهوديّ – العربيّ للسلام في چڤعات حبيبة. بدأت نشاطي قبل 25 سنة تقريبًا، في مجال تمكين المرأة والنهوض بها، بعد أن خضت بنفسي سيرورة تمكين من قبل نساء أخريات، بطلات سبقنني. بدأ ذلك بتغيير قانون انتخابات السلطات المحليّة، لأنّنا سعينا لتغيير شكل الحكم المحليّ ليشمل مزيدًا من النساء، نظّمنا ائتلافًا لنساء عربيّات ويهوديّات وعملنا على تغيير قانون الانتخابات. هل نجحت جهودنا؟ لا. ولكنني أدركت من خلال هذه الجهود المشتركة إنّ دعم حقوق النساء العربيات والأقلية العربية في هذه البلاد يتطلّب بناء أطر ودوائر مشتركة، إنشاء شراكات مع المجتمع اليهوديّ والوزارات لتغيير الواقع.
أنا ناشطة أيضًا في مجال مناهضة العنف والجريمة في المجتمع العربيّ، لأنّه يصعب علينا سماع دوي العيارات الناريّة ليلًا ونهارًا، وهذا ما يدفعني للعمل. يحق لي ولأبنائي العيش في حيّز آمن.
الشراكة العربيّة -اليهوديّة تعترف بالطرفين، وتعترف بصدمة الشعبين. على سبيل المثال، تعيش النساء العربيّات في ثلاث دوائر قمع: في الدائرة الأولى، نحن جزء من مجتمع ذكوريّ، في الدائرة الثانية، نحن جزء من أقليّة قوميّة في دولة إسرائيل وفي الدائرة الثالثة، نحن جزء من جميع النساء في إسرائيل. وعندما ننظر إلى الميزانيّات وتقسيم “الكعكة”- فنحن نحصل على أصغر حصّة. الخدمات المقدّمة للنساء اللواتي يعشن في دائرة العنف تشمل 14 ملجأ، واثنين منها فقط مخصّصيْن للنساء العربيّات، في حين أنّ نسبة النساء في دائرة العنف في المجتمع العربيّ أكبر بـ 3 أو 4 أضعاف من نسبة النساء اليهوديّات.
بعد السابع من أكتوبر، اجتمعنا في چڤعات حبيبة لنرى ما يجب أن نفعل الآن. نحن طاقم مختلط، وخضنا معًا سيرورة تفكير مشتركة في الطريقة المناسبة لاستقبال 3000 طالب عربيّ ويهوديّ في هذا الواقع المركّب في حيّز چڤعات حبيبة لإقامة لقاءات حواريّة بين شبان وشابات من الطرفين. أتى إلينا في حينه 3000 نازح من بلدات جنوبي البلاد، انتابهم الذعر والخوف، يبنما يسكن في الجانب الآخر من الحدود أقربائي الغزيّون. كيف يمكننا متابعة الطريق والخروج من الأزمة في وضع كهذا؟ كيف نظل شركاء متحدين في هذا الدرب؟ ما بعث لديّ بعض الأمل هو مشهد الأشخاص المحيطين بي، الذين لا يفقدون الإيمان بإمكانية تغيير الواقع.
في كل مرحلة من حياتي، التقيت بنساء بطلات. بطلتي الأولى كانت جدتي، التي ترعرعت مع شقيقيها، لوحدها، بعد عام 1948، وتمكّنت من تأسيس عائلة مختلطة فيها يهود ومسلمون ومسيحيّون. إنّها البطلة الأولى التي التقيت بها. في المرحلة الثانية من حياتي، بطلتي كانت أمّي، والأخيرة كانت صديقتي التي حاربت مرض السرطان بكلّ شجاعة.
لديّ رسالة أحملها للمجتمع الإسرائيليّ: وقعت قبل نحو أسبوع حادثة قتل مزدوجة في الناصرة، وهذا الصباح، تلقى أبنائي إرشادًا حول الأماكن المحظورة والأماكن التي يجوز لهم المرور عبرها. بدلًا من التحدّث معهم عن الإزهار وعن جمال فصل الربيع، حذّرتهم من إطلاق النار.لا يمكننا تقبّل واقع كهذا.
انظروا في عيون الناس، لتروا أنّهم بشر مثلكم، ودعوا الإنسانيّة تدفعكم قدمًا”.
المقالة الكاملة متاحة على YNET – כאן.