مشجّع آخر أصيب يوم أمس (29.4)، والصور هذه المرة أصعب بكثير لأنّ المصاب طفل، لا يتعدّى سنه 8 أعوام، وقد أصيب بمرفقعة ألقيت من المدرّج الشرقيّ باتجاه المدرّج الغربيّ، حيث كان جالسًا. نسمع مرة تلو الأخرى نفس الجمل التي تُردّد مرة تلو الأخرى- ومرة تلو الأخرى، لا يتوقّع أحد منّا حدوث تغيير جذريّ.

انتبهوا إلى الأحداث المشابهة التي وقعت في المواسم الأخيرة: في الموسم الحالي، في الجولة الـ 20، الجميع يذكرون المباراة التي أوقفت بين مكابي حيفا ومكابي تل أبيب. في موسم مباريات 2023-2024، وقعت حادثتان مشابهتان. في الجولة 5، في المباراة بين بيتار القدس وهبوعيل تل أبيب، ألقيت مفرقعة تجاه مشجّعي هبوعيل تل أبيب، وفي الجولة 17، في بداية الديربي التل أبيبيّ، ألقيت مرفقعة من مدرّجات مكابي تل أبيب وكادت تصيب لاعب الفريق- لوكسان. وإن لم يكن ذلك كلّه كافيًا، وقعت في موسم 2022-2023 ثلاث حوادث إضافيّة: في المباراة بين مكابي تل أبيب وبيتار القدس، ألقيت مفرقعة من مدرّج مكابي تل أبيب، وجّهت مباشرة نحو مشجّعي بيتار القدس؛ وفي المباراة بين بيتار القدس وأبناء سخنين، ألقى مشجّعو بيتار القدس مفرقعة نحو مشجّعي سخنين، أدت إلى إصابة أحد المشجّعين، مما اضطره لتلقي علاج طبيّ؛ وفي الجولة 34، في المباراة بين مكابي حيفا ومكابي تل أبيب، ألقيت عدة مفرقعات من مدرّجات مكابي حيفا نحو مشجّعي مكابي تل أبيب؛ والتي لم تصب أحدًا بفضل الشباك التي وضعت في الإستاد. وماذا فعلوا منذ ذلك الحين لمنع وقوع حادثة إضافيّة؟ لا شيء تقريبًا.

الإخفاق في معالجة مسألة الألعاب الناريّة صارخ ويشكّل تهديدًا على الحياة. إنّه أيضًا إخفاق مؤسّسيّ، لأنّ مكافحة الألعاب الناريّة أشبه بصراع مع طواحين الهواء. بدلًا من السعي للتنظيم، نقل المسؤوليّة للمشجّعين والحرص على سلامتهم، إلى جانب الحفاظ على المتعة المقترنة بتجربة حضور المباراة، فإنّ خطاب المعاقبة هو الخطاب الوحيد المطروح.

حادثة يوم أمس ستكون مرة أخرى وقودًا للادعاءات الموجّهة ضد المشجّعين، ومجددًا، لن يدفع الثمن سوى الغالبية العظمى من المشجّعين الذين أرادوا مشاركة فريقهم لحظات من السعادة. في مثل هذه الحالات، نود لفت انتباهكم إلى إشعارات الاعتقال الصادرة عن الشرطة قبل المباريات الكبرى، قياسًا بالنتيجة الفعليّة على أرض الملعب. لِمَ لا تصادر الألعاب الناريّة قبل المباراة ببضعة أيام؟ لأنّه حين لا تستثمر موارد كافية لتطبيق القانون في الملاعب، ليس مفاجئًا إذًا أن تفعل مجموعة عنيفة، وبعضها عنصريّ، ما يحلو لها. دعت مبادرة “نركل العنصريّة والعنف من الملاعب” كثيرًا لإجراء تحقيقات جذريّة ضد هذه المنظّمات الإجراميّة. ولكن ماذا فعلوا على أرض الواقع؟ لا شيء تقريبًا. وماذا تبقّى للمشجّعين؟ أمل صغير بقضاء وقت ممتع، وأمل العودة إلى المنزل آمنين.

بمفهوم أعمق، يجب صياغة ذلك بلغة أوضح: من لا يوجد لديه شيء يخسره، يفعل ما يحلو له. هذا جزء من المشكلة. عندما تكون العلاقة بين المؤسّسات الرياضيّة والجمهور قائمة على “ماذا يعرف هؤلاء المشجّعون” و”إن لم يُحسنوا التصرّف، سوف نعاقبهم”، ستتكرّر هذه المشاهد مرة تلو الأخرى. الطريق نحو التقليل من حوادث العنف والعنصريّة في الملاعب هي جعل المشجّعين جزءًا من عملية اتخاذ القرارات.

الخطوة الأمثل في هذا الشأن هي أن تلتقي جميع الجهات المعنيّة، خلال الإجازة القريبة، برابطات المشجّعين، لتعزيز حقوق المشجّعين، باعتباره العنصر الرئيسيّ لإدارة المباريات في إسرائيل- النتائج المرجوة ستتحقّق سريعًا.

حان الوقت لوقف التعامل مع المدرّجات كتهديد أمنيّ. يجب التعاون من أجل خلق ثقافة تشجيع يستحقها مشجّعو كرة القدم في إسرائيل.