أقيم في جاليري الفنون في چڤعات حبيبة المعرض التقليديّ لنهاية السنة في مدرسة الخزفيّات وورشو المطبوعات. الجزء الأكبر من المعرض مخصّص للخزفيّات، وهي الدورة التدريبيّة الرئيسيّة والأقدم في چڤعات حبيبة منذ عقود. المعرض رائع من عدة نواحٍ، خاصة، حجمه. يقدّم المعرض نحو 500 عمل لـ 200 فنان200 (فنانات أساسًا)، جميعهم طلاب في مدرسة الخزفيات. الأعمال موزّعة على 5 فضاءات، وتشكّل معًا نسيجًا فنيًّا رائعًا. يتميّز المعرض بالتنوّع والثراء، واللذين يعكسان مجالات التخصّص المختلفة التي تدرّس في المركز. والأهمّ من كلّ ذلك، من وجهة نظري على الأقل، هو مستوى المعرض والأعمال المعروضة فيه: المعرض جميل ويخطف الأنظار. بالإمكان التجوّل فيه لوقت طويل والاستمتاع بالمزيد من الأعمال الجميلة والمثيرة للاهتمام، والتي تتسم بكثرة الألوان الأحجام والأشكال. من يرغب في رؤية النواتج التي يمكن صنعها من الخزف، سيستمتع بالزيارة. سترون مشهدًا متكاملًا يجمع بين مجال الخزفيّات وهذه المدرسة المميّزة الناشطة منذ سنوات طويلة، والجديرة بالعرض.
يرافقني في هذه الجولة أڤنير زينچر بنفسه (69 عامًا)، المدير الرائع لمدرسة الخزفيات، حيث يدرّس منذ أكثر من 30 عامًا، وما زال مفعمًا بالنشاط. أڤنير، القيّم على المعروضات الخزفيّة في هذا المعرض أيضًا، هو شخصيّة مميّزة ذي أثر ساحر. يسكن في برديس حنه، وهو فنان حقيقيّ ومعلّم قدير، ساهم في بناء جيل كامل تتلمذ على يده واكتسب أسرار الخزفيّات. ما زال يرافق عددًا منهم منذ عشرات السنين.
عوامل كثيرة تجعل من هذه المدرسة مكانًا مميّزًا، وذلك من حيث جودة التعليم والنهج المعتمد. إنّه حقًا مكان فريد، لا مثيل له. يقصده طلاب من جميع أنحاء البلاد، من الشمال والجنوب، وقائمة الانتظار طويلة جدًا. من يرغب في الالتحاق بهذه المدرسة يجب أن ينتظر مدة سنتين لإيجاد مقعد شاغر. “نهجنا عمليّ أكثر من كونه أكاديميَا”، يقول أڤنير . “لطالما كنت ضد تحويل هذا المكان إلى مؤسسة تعطي شهادات، وهذا ما حدث بالفعل، لا توجد لدينا شهادات إنهاء. أشجّع على قدوم أيّ طالب إلى هنا ليفعل ما يحلو له. أنا متواجد هنا لمشاركة المعرفة التي أملكها، ولدفع الطلاب قدمًا ودعمهم فيما يحتاجون. من لحظة دخولك إلى المكان، يمكنك البقاء فيه للوقت الذي تريده، إلى أن تقرّر المغادرة. بعض طلابنا متواجدون هنا منذ عشرين عامًا، وآخرون بلغوا عامهم الثمانين. المجموعة متنوّعة جدًا. ولكن على الرغم من صعوبة الالتحاق بالمدرسة، لدينا سنويًا بضعة طلاب جدد.”
من هم سعداء الحظ الذي ينجحون في الانضمام إليكم؟
“المشاركات الأصغر سنًا هن عامة أمّهات قررن أن يفعلن شيئًا من أجل أنفسهن. يأتين إلى هنا لمرة واحدة في الأسبوع، ليوم كامل- من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة عصرًا- حيث يمكنهم الابتعاد قليلًا عن المهام اليوميّة والقيام بنشاط آخر. يأتي هؤلاء إلينا مع مستوى معيّن من المعرفة. التعلّم طيلة النهار للمبتدئين ليس سهلًا. إذا تواصل معنا أحد لا يملك أية خبرة في المجال، نوصيه بإجراء دورة قصيرة في مكان ما قبل أن يأتي إلينا. من ناحية أخرى، لدينا فنانون حقيقيّون، بعضهم معروفون في إسرائيل كفنانين في مجال الخزفيات، وما زالوا يقصدوننا للتعلّم لدينا. إنّهم يحبون العمل هنا لكثرة الإمكانيات المتاحة أمامهم.
“لدينا في مدرسة الخزفيات نحو 200 طالب وطاقم مكوّن من خمسة معلّمين. تتم الدراسة ضمن مجموعات، في تخصّصات مختلفة- صناعة الهدف باستخدام عجلة الفخار، النحت بالخزف (يحتوي المعرض على تماثيل رائعة)، ألواح خزفيّة وغير ذلك. جميع الأعمال تحرق في أفران متوفّرة لدينا. لكل معلّم مرافق دائم مسؤول عن حرق الأعمال. الطلاب أنفسهم لا يفعلون ذلك، نحن منظّمون جدًا هنا. كما جاء أعلاه، تتم الدراسة لمدة يوم واحد كامل في الأسبوع، وفي الآونة الأخيرة، انشأنا أيضًا مجموعة لساعات بعد الظهر، الأمر الذي يسهّل على بعض الأشخاص الحضور إلى هنا يوم كامل في الأسبوع”.
كم تبلغ نسبة الرجال الديكم؟
(يضحك) “نسبة الرجال هي 1 بالمئة تقريبًا… في مجموعة النحت، هناك عدد أكبر قليلًا من الرجال، وفي الدورات المسائيّة، هناك 6-7 رجال، وهذه ثورة. يسهل على الرجال أكثر الحضور في ساعات بعد الظهر، لا يمكنهم الحضور ليوم كامل. على أيّ حال، أحاول أن تضم كل مجموعة رجلًا واحدًا على الأقل، لأنّ المجموعة الخالية من الرجا تكون مختلفة تمامًا. يكفي أن يكون هناك رجل واحد، ودينامية الجماعة ستتغيّر تمامًا. هذا رائع.”
هل هناك طلاب عرب؟
“هذه مشكلة لم نتمكّن من حلها. يأتي أشخاص من المجتمع العربيّ إلى چڤعات حبيبة للمشاركة في مشاريع عديدة أخرى، باستثناء مدرسة الخزفيات، لم ننجح في ذلك. حاولنا كثيرًا. حاولنا المساعدة بواسطة منح وحوافز مختلفة، ولكن بدون تحقيق نجاح باهر. يبدو أنّ هناك عدة أسباب لذلك. لدينا حاليًا مشاركان من المجتمع العربي، ولكنّي أتمنى بأن ننجح في جذب المزيد. جميع جهودنا مكرسة لذلك. يهمّنا أن يتواجد هنا طلاب عرب.”
مقالة آرن رايلنغر في صحيفة “זמן קיבוץ” – هنا